على أعتاب قرطبة

على أعتاب قرطبة

تضيق ُ العبارة ُ

وَهْـــنــاً
ودرب ُ ابنِ زيدون َ ضــاقْ
وطال وقوفُ ابن رشد ٍ
على قارعات ِ الطريق ِ
وفي كل طاقْ
وأتعبَ كفيه ِ حَــمْـل ُ الكتاب
إلى السابلينَ
كتابٌ تطيرُ الحمائمُ شوقاً إليهِ
لِقيلولة ٍ مِن هجير ٍ
ويَـغفلُهُ السائحونَ
وأبناؤهُ الُمبعَــدونَ
وبعضُ الرفاقْ
ولا ماءَ في ساحة ٍ للسباع ِ
يَعدُّ السويعات ِ عَــــدَّاً
ويرقبُ خَـطْــو َ الجياد ِ العتاقْ
كأنَّ الزمانَ توقفَ غيظـاً
وقرَّرَ ترك المكان ِ
وفكَّـــرَ بالانعتاقْ
أتنفع ُ ذكرى لقاء ٍ هناااااااااااك َ
وذكرى عِـنـــاقْ؟[
......

يضيق ُ الزمان
وترتبك ُ الذكريات ُ
فينشقُّ للدمع كلُّ سبيل ٍ
على دارة ِ الكبرياء ِ
وللحُـزن ِ
كلُّ مَساقْ
يضيقُ الفضاءُ بوادٍ كبير ٍ كبير ٍ
فلا ماءَ كالماء ِ فاضَ فـَــــرَوَّى
ولا الساقيات ُ تدورُ
ولا صوتـُها هادر ٌ باشتياقْ
أكـلـِّــمُ ناعورةَ الأمس
همساً
ولمساً
وآهاً
وهل تنفعٌ الآهُ حُزنـاً
أم الدمعُ شاقَ وراقْ؟
فأين الصريرُ
وأين الهديرُ
وأينَ الشجيراتُ في الضفتين ِ
وتحتَ جناحينِ
تحملُ تيناً لأبناء هذا السبيل ِ
وأعنابَها
يا لهُ مِنْ مَـذااااااقْ!
وهذا النخيلُ غريباً
وصيفُ الجنوب ِ مَصيفٌ
وقرطبة ٌ ما تزالُ ترى الظلَّ
يَسَّـاقط ُ الظل ُّ والنخـلُ ما زالَ غـَـضَّـــاً
يعــز ُّ على التامرينَ
وللتمرِ شمسٌ كشمس ِ اليمامة ِ
أو شمسِ كوفة َ
للتمرِ سَحنة ُ أهل المشارق ِ
أهل الشِّـقاقْ[

...................
تــدك ُّ السنابكُ أعناقَ أيامنا الحالمات ِ
بمجــد ٍ
وفرسانُنا الماجدونَ
يهزون جذعَ الخمول ِ
ويستنطقونَ المُحاقْ
فلا فـَـرْقَ
إشراقــة ٌ أم غروبُ
وقرطبة ٌ أم عراقْ
....
تضيق ُ العبارة ُ
يَتـَّـسع ُ الخـد ُّ للدمع كيف يُراقْ
كمثل التواريخ ِ
تمشي
مكللة ً بالفراقْ
.......

ولي عَتـَـبٌ للرصافة مُـرٌّ
بقرطبة َ المجد ِ –كانَ
ولكنْ
ببغدادَ لي للرصافة ِ- للكرخ ِ ألفُ عتاب ٍ
ويشتد ُّ في القلب ِ ألفُ احتراااااااااااقْ
.........
تَضيقُ العبارة ُ...
تتَّسعُ العَبَراتْ
.....